للمناهج تقسيمات كثيرة ، ولكن ما يهمنا هنا تقسيمه إلى منهج رسمي ومنهج غير رسمي.
والمنهج
الرسمي هو المنهج المعلن الذي تتبناه الدولة وتقره في مدارسها ، ويعد بتكليف
منها ، وتقره وتعترف به أداة للتربية والتعليم .وهو المنهج الذي يقوم بتنفيذه المعلم
داخل المدرسة. أي أنه منهج مخطط له ، ويتم بصورة مقصودة ، وفيه يبذل المدرسة قصارى
جهدها لتحقيقه على أكمل وجه.
ولكن هناك مجموعة من القيم المكتسبة
الناتجة عن التفاعل الاجتماعي في المدرسة تتم بدون تخطيط وتؤثر بدرجة كبيرة في
سلوك التلاميذ ، وتؤثر أيضا في المنهج الرسمي. فالمجتمع المدرسي يتكون من مجموعة
من الأفراد تربطهم شبكة من العلاقات الاجتماعية ، يعملون في إطار من المشاركة
وتبادل الرأي والخبرة .
وتعرف هذه القيم المكتسبة بدون تخطيط
بالمنهج الخفي ، وله مسميات كثيرة منها المنهج الصامت والمنهج الضمني والمنهج
المستتر ، وقد يطلق عليه أحيانا بالمنهج غير الرسمي ، أو المنهج المغطى.
تعريفه
بأنه الخبرات التي يكتسبها التلاميذ بدون منهج رسمي بدون تخطيط مسبق وبدون قصد
نتيجة التفاعل الاجتماعي في المدرسة ، فيتعلمون أشياء لا تتضمنها أهداف المنهج
الرسمي.
وعملية تحديد المنهج الخفي والتحكم فيه عملية في غاية الصعوبة ،
إذ كيف يتم لهم ضبط شيء لا يرى ولا يتوقع ولا تعرف طبيعته ، ولايمكن السيطرة عليه
بالأنظمة والقوانين أوالكتب والتعليمات .
وعلى ذلك فالمنهج الخفي له خطورته
وتكمن خطورته في :
·
أنه لا يمكن التحكم فيه ولا تحديد أسسه أو أصوله .
·
قد يكون هناك تناقضا بينه وبين المنهج الرسمي.
·
قد يعمل على إضعاف قيمة المنهج الرسمي.
·
قد يحدث نوعا من لصراع بين المنهج الرسمي وبينه .
خصائص
المنهج المستتر :
للمنهج
المستتر خصائص متعددة أهمها ما يلي :
1
ـ للمنهج المستتر ثلاثة مظاهر :
أ
ـ إما مظاهر إيجابية مثل : (اكتساب القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، كالصدق
والأمانة والتعاون والإيثار ... الخ).
ب
ـ وإما مظاهر سلبية مثل : الكذب، والتحايل، كره المعلم، أو المدرسة، أو العملية
التعليمية بأكملها، مما يسبب للطالب بعض المشكلات : كالغياب، والرسوب والتسرب.
ج
ـ وإما حيادية : وذلك حينما تتسم اللوائح والأنظمة المدرسية بعدم المرونة.
2
ـ تتغير مظاهر المنهج المستتر بتغير الزمان، والمكان، والفرد، والغريب أن كثيراً
من الذين يتحدثون عن المنهج المستتر يتحدثون عنه كما لو كان منهجاً واحداً لا
يتبدل زماناً ومكاناً.
والحقيقة
أن المنهج المستتر ليس هو جزء من بيئة معينة، بل يوجد في وقت معين دون غيره.. وليس
في كل الأوقات (حصة معينة أو موقف تعليمي معين دون غيره)، ولا يمكن القول بأن بيئة
أو موقف تعليمي معين يمكنه أن يوحي بمناهج مستترة متماثلة في أوقات متباينة .. ذلك
أن الطالب نفسه قد يكون العامل الحاسم في إبراز المناهج المستترة.
3
ـ يمكن القول بأن هناك نوعان من المنهج المستتر :
أ
ـ أحدهما معلوم لدى المتعلمين مثل (الجدول الدراسية).
ب
ـ والآخر غير معلوم لديهم يخفيه القائمون على العملية التربوية، سواء المنظرين
(صناع القرار) أو الممارسين من معلمين ومديرين وغيرهم.
4
ـ نواتج المنهج المستتر يمكن أن تكون ذات صبغة أكاديمية أو غير أكاديمية .. وأن
غالبية الدراسات والبحوث التي أُجريت حوله أكدت البعد غير الأكاديمي.
ما الفرق بين المنهج المستتر والمنهج الصريح (الرسمي) ؟
المنهج المدرسي الصريح
|
المنهج المستتر
|
|
1)
|
يتم
إعداده مسبقاً من قبل المعنيين بوزارات التربية والتعليم.
|
-يمكن إعداده مسبقاً، وممكن أن يكون
وقتياً وفقاً لطبيعة المواقف التعليمية التي يصادفها المتعلم.
|
2)
|
نواتجه
دائماً إيجابية.
|
-يمكن أن تكون نواتجه إيجابية أو سلبية
أو حيادية.
|
3)
|
أهدافه
إلزامية التحقيق من قبل القائمين على العملية التعليمية والتربوية في المدرسة.
|
-أهدافه غير إلزامية التحقيق بل
اختيارية، لكن يجب عليهم تعزيز أهدافه الإيجابية وتلافي السلبية.
|
4)
|
يتميز
بأنه منهج ثابت لا يتغير بتغير المواقف التعليمية.
|
-منهج يتغير بتغير المواقف التعليمية.
|
5)
|
يدرك
نواتجه المتعلمون.
|
-قد لا يدرك نواتجه المتعلمين.
|
ما المصادر الأساسية للمنهج المستتر ؟
هناك
مصدران أساسيان للمنهج المستتر :
1
ـ مصادر مدرسية : وتتمثل في :
أ
ـ المعلم من خلال خصائصه الشخصية والعلمية والمهنية وما تتركه من آثار إيجابية أو
سلبية على المتعلمين.
ب
ـ المنهج المدرسي (الرسمي) : من حيث مدى مناسبة محتواه وتلبيته لاحتياجات الطلاب
المختلفة، ومن حيث مناسبته لقدراتهم وميولهم.
ج
ـ طرائق التدريس : من حيث تنوعها وحداثتها ومناسبتها للطلاب.
د
ـ وسائل وتقنيات التعليم : من حيث تعددها وشمولها ومناسبتها لمستويات الطلاب
وللمواقف التعليمية والتعلمية.
هـ
ـ التقويم : من حيث تنوعه وشموله.
و
ـ المناخ المدرسي : من حيث مدى توفيره للظروف الاجتماعية والنفسية التي تمكن
الطلاب من التكيف مع مكونات الموقف التعليمي.
2
ـ مصادر غير مدرسية (مجتمعية) : وتتمثل في العوامل الاجتماعية والثقافية
والاقتصادية والسياسية ودور المدرسة في بث تلك القيم في نفوس الناشئة.
وخير
مثال على ذلك كتاب « التعليم الرسمي في أمريكا الرأسمالية » Schooling Captalist America لمؤلفيه بولز وهربرت الذي ناقشا فيه،
دور المدرسة في خلق الصراع الطبقي في المجتمع الأمريكي، عن طريق غرس مبدأ عدم
المساواة في توزيع الأدوار الاجتماعية بين أفراد المجتمع (كالأطباء، والمهندسين،
والسياسيين .. الخ). على أساس العرق أو اللون وليس على أساس الجدارة العلمية
والقدرات الشخصية.
للإفادة من المنهج الخفي يجب :
·
تكوين الوعي بأهمية التعامل الإنساني مع المتعلمين .
·
الاستماع لآراء المتعلمين ومناقشتهم فيها .
·
تدريب المتعلمين والمسئولين بالمدارس على فنون التعامل الإنساني لتمكينهم من أداء
وظيفتهم .
·
تنمية القدرة على النقد والبعد عن التقليد الأعمى .
·
تعزيز السلوكيات الإيجابية وتدعيمها للتقليل من الأثار السلبية للمنهج الخفي والحد
من نتائجه غير المرغوب فيها ,
·
تقوية الوازع الديني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق